كان مللك من الملوك معروفا بى الخير ولاصلاح/قصه كامله
( قصة وعبرة )
بعنوان : "الملك ذو الحكمة والتواضع"
كان ملك من الملوك معروفا بالخير والصلاح, وذات يوم كان يسير في موكبه مع وزرائه وحاشيته فرأى رجلين من أهل الدين والتقوى والصلاح يسيران في الطريق, فنزل من حصانه إلى الأرض وسلم عليهما وصافحهما و حياهما فاغتاظ وزراؤه من ذلك. وذهبوا الى شقيق الملك
وأخبر الأخ أخاه الملك بالأمر وعاتبه على فعله
فقال الملك لأخيه : انتظر وسأعطيك الجواب غدا.
ودخل شقيق الملك وهو يبكي ويتوسل بشقيقه الملك أن يعفو عنه ويغير قراره
فكيف سأعتذر اذا جاءني منادي ربي وأخذني إلى جهنم لتكبري على عباد الله الصالحين؟.
إني أطلقت سراحك, وسأخبركم جميعا أيها الوزراء و أهل المال والمناصب ما هي حقيقة الايمان بالله تعالى والعمل بأحكام الدين , وما هي قيمة الإنسان الصالح , كما سأخبركم بقيمة الإنسان المتكبر سواء كان ملكا أو وزيرا ,أو من أصحاب المال والرفاهية.
وهنا سكت الجميع بانتظار ما سيقوله الملك الصالح , ووسط هذا الانتظار والسكوت
وعندها سأل الملك جميع الحاضرين : أي الصندوقين أثمن؟
فأجاب الجميع : أن الصندوق المصنوع من الذهب واللؤلؤ والياقوت أثمن من الصندوق المصنوع من خشب الاشجار بكثير , ولا توجد نسبة بين ثمن الصندوقين
ثم قال الملك الصالح : إن المؤمن كصندوق الخشب لا يعطيه الجاهل ثمنا , لأنه يجهل ما في صدره وعقله من حكمة وصلاح وخير للناس والدنيا , والمتكبر وصاحب المال الذي لا ينفق منه على عباد الله ،والملك الجبار ،والوزير الظالم مثله كصندوق الذهب الذي يعجبك منظره , ولكن حقيقته وصدره ورأسه مملوء بأمثال هذه القاذورات والروائح الكريهة.
وهنا تعجب الحاضرون جميعا من حكمة الملك واعتذروا منه بعد أن عرفوا حقيقه الأمر.
َ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إن الله لاينظر الى أجسامكم ولا الى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم وأعمالكم "