الجمعة 27 ديسمبر 2024

يحكى أن رجلين صالحين كأن يسكنان على ساحل البحر/قصه كامله

موقع أيام نيوز

حكاية كفى بالله كفيلا

من أروع القصص الدّينية

يحكى أنّ رجلين صالحين, كانا يسكنان على ساحل البحر , فأراد أحدهما أن يسافر للتجارة , واحتاج إلى مبلغ من المال , فسأل الآخر أن يقرضه ألف دينار , على أن يسدّدها له في موعد محدد , فطلب منه الرجل إحضار شهود على هذا الدّين , فقال له : كفى بالله شهيدا ، فرضي بشهادة الله . ثمّ طلب منه إحضار كفيل يضمن له ماله في حال عجزه عن السّداد ، فقال له : كفى بالله كفيلا . فرضي بكفالة الله، ممّا يدلّ على إيمان صاحب الدّين , وثقته بالله عز وجل .ثم سافر المدين لحاجته , ولما اقترب موعد السّداد ، أراد أن يرجع إلى بلده ، ليقضي الدين في الموعد المحدّد ، ولكنّه لم يجد سفينة تحمله إلى بلده . فتذكر وعده الذي وعده , وشهادةَ الله وكفالته لهذا الدّين ، ففكر في طريقة يوصل بها المال في موعده . فما كان منه إلا أن أخذ خشبة ثمّ حفرها ، وأخفى فيها الألف دينار, وأرفق معها رسالة يبين فيها ما حصل له ، ثم سوىّ موضع الحفرة ،وأحكم إغلاقها ، ورمى بها في عرض البحر ،وهو واثق أن الله لن يخيّب من توكل عليه ، وأنّه استودع  ماله  عند من لا تضيع عنده الودائع ، ثمّ انصرف يبحث عن سفينة يرجع بها إلى بلده .

وأمّا صاحب الدّين , فقد خرج إلى شاطئ البحر في الموعد المحدد , ينتظر سفينة  يأتي فيها الرجل أو رسولا عنه يوصل إليه ماله ، فلم يجد أحدا ، وعندما أراد الرجوع عثرت ساقه خشبة قذفت بها الأمواج إلى الشاطئ , فقال في نفسه آخذها إلى بيتي و أوقد بها ڼارا أتدفأ عليه في هذا اليوم البارد ، ولما قطعها بالمنشار وجد المال الذي أرسله المدين له ،والرسالة المرفقة ،فحمد الله و أثنى عليه.
ولمّا تيسّرت للمدين العودة إلى بلده ,جاء بسرعة إلى صاحب الدين , ومعه ألف دينار أخرى ،خوفا منه أن تكون الألف الأولى لم تصل إليه ، فبدأ في توضيح عذره ،وأسباب تأخره عن الموعد , فأخبره الدائن بأنّ الله الذي جعله الرجل شاهده وكفيله , قد أدّى عنه دينه في موعده المحدّد .

ما خاب من توكل على الله 💜

فضلا وليس امرا اترك اثر تؤجر عليه