كيف استطعت ذالك ايتها الام/قصه كامله
. 《 كيف استطعتِ ذلك أيتها الأم ؟ 》
أحدى القصص القصيرة لأديب روسيا《مكسيم غوركي》قصة تحمل عنوان 《الأم》 حيث يقوم ملك جبار بغزو البلاد فياخذون ولدها الوحيد أسير إلى البلاد البعيدة, وتبدء الأم رحتلها للبحث عنه فتصل تلك البلاد , وتطلب مقابلة ذلك الملك المستبد فيتعجب الملك كيف لهذه المخلوقة الضعيفة الطاعنة بالسن أن تقطع كل هذه المسافات وتصل إلى قصره !
فيسألها الملك متعجباً : يا امرأة !
كيف جئت الى هنا من تلك البلاد المجهولة !
عبر البحار, والأنهار. والجبال, وعبر الغابات والادغال ؟ كيف أن الوحوش والرجال الاشد ضراوة في اغلب الاحيان من اكثر الوحوش ضراوة لم يتعرضوا لك ؟
فأجابته المرأة قائلة : كان ثم غابات أجل .
ولقيت خنازير برية, ودببة, وثيراناً مخيفة, أحنت رؤوسها, وتطلعت النمور اليّ مرتين بعيون مثل عيونك, ولكن لكل حيوان قلباً, وتحدثت الى الوحوش مثلما أتحدث إليك, وصدقني حين أخبرتها أنني كنت أماً فمضت في سبيلها ترسل الزفرات رثاء لي, أفلا تعلم أن الحيوانات أيضاً تحب أولادها وتعرف كيف تقاتل من أجل حياتها وحريتها مثلما يقاتل البشر تماما ؟
اندهش الملك من جوابها وأمر بأطلاق صراح ولدها وقال مخاطبا الحاضرين في مجلسه : الا فلنرفعن اصواتنا تمجيدا للمرأة, #الأم هذه التي لا يعرف حبها العقبات, ولتي غذى ثدياها العالم بأسره !
فكل ما هو جميل في الإنسان لا يعدو أن يكون مستمدا من أشعة الشمس ومن حليب أمه !
وذلك هو ما يشرب نفوسنا حب الحياة !. 💜