في زمن مضى كان هناك رجل مؤذن بالمسجد، كامله
انت في الصفحة 1 من صفحتين
في زمن مضى كان هناك رجل مؤذن بالمسجد، تزوج هذا الرجل من زوجة صالحة وشاءت الأقدار أن يفقدها بعد إنجابها ابنتهما الأولى والأخيرة على الفور كان يحبها حبا شديدا لذلك آثر فناء عمره في تربيتها الذكرى الوحيدة المتبقية من زوجته الحبيبة كان المسجد الذي يعمل به مجاورا لمنزله، كبرت الإبنة وصارت في سن الزواج وبيوم من الأيام ذهب والدها لآذان الظهر بالمسجد، وما إن خرج للصلاة ورفع الآذان حتى جاء شخص وھجم على ابنته بالمنزل، فصړخت الفتاة بأعلى صوتها مستجيرة بوالدها الذي بجوارها يؤذن بالمسجد سمعها والدها فقطع الآذان وذهب ليجيرها مما تصرخ منه بهذه الطريقة الغريبة، ولكن من انتهك حرمة منزله يعلم أنه هو بنفسه من يؤذن بالمسجد، وعندما انقطع صوت الآذان علم أنه في طريقه لمنزله بسبب صرخات ابنته فهرب المتهجم في الحال هدأ والدها من روعها وبالكاد تمكنت الفتاة من التقاط أنفاسها بعدما تعرضت له، وسؤال خلفه سؤال تمكن والدها من معرفة هوية المتهجم، لقد أخبرته ابنته بأنها عندما كانت صغيرة كانت ترى نفس الشخص مارا من جوار منزلهم وأن المتهجم نفسه هو جارهما ذهب المؤذن للقاضي واشتكى له مما حدث من جاره، وبالفعل أرسل القاضي للجار المدعي عليه، وشرع القاضي في أسئلته، ولكن المؤذن نفسه لا يملك أي دليل يدين به جاره وشرع القاضي في سؤال الجار: “أين كنت البارحة؟!”
القاضي: “من متى وإلى متى؟!”
الجار: “ذهبت من الصباح الباكر وعدت بعد أذان المغرب”.
القاضي: “وهل كان معك أحد برفقتك؟!”
الجار: “نعم، لقد كان صديقاي بصحبتي”.
القاضي: “نحضرهما للشهادة؟!”
الجار: “نعم، أرسل في إحضارهما يا سيدي القاضي”.
وعندما جاءا صديقاه شهدوا بأنهما كانا برفقته بمنزله بالمزرعة من الضحى وحتى آذان المغرب.
شعر القاضي بتغير حال المؤذن واستياءه، فأمر بانصراف المؤذن خارج الغرفة والصديقين، وجلس منفردا بالشاب (الجار)
الجار: “صدقت أيها القاضي، إنه دوما يرمي الناس بالباطل”
القاضي: “دعك منه وأخبرني أين تقع مزرعتك هذه؟”
الجار: “إنها خارج المدينة يا سيدي”.
القاضي: “ومتى ذهبتم للمزرعة؟”