الأحد 29 ديسمبر 2024

اكبر معمر

موقع أيام نيوز

في سبعينيّات القرن العشرين قامت مجموعة طلّاب من جامعة النجاح في نابلس بالتّفتيش عن أكبر معمِّر في فلسطين لإجراء مقابلة معه ، وكتابتها على مجلّة الحائط في الجامعة المذكورة 
وجدوا في " الخليل" رجلاً مسنَّاً عمره 120 سنة ، ولد قبل الحړب العالمية الأولى الّتي نشبت سنة 1914 بحوالي 60 سنة ، ولا يزال يتمتّع بذاكرة قويّة وبنية سليمة 

لكنه ټوفي في السّنة نفسها تقريباً الّتي أجروا فيها المقابلة معه 
فسأله الطّلاب : يا عم ، حدّثنا عن أغرب قصّة سمعتها في حياتك الطّويلة ؟
قال لهم : بل سأحدّثكم عن أغرب قصّة حدثت معي في حياتي 
قال الرّجل المسنّ :
عندما كنت في الـ 70 من عمري توفّيت زوجتي ، وكان قد رزقني الله منها بعشرة أولاد ذكوراً وإناثاً 
وكنت أملك في الخليل عدداً كبيراً جداً من دونمات الأراضي وأموالًا كثيرة ،
المهم ، أردت أن أتزوّج من إمرأة ثانية ( في عشرينيّات القرن العشرين ) وما أن اشتمَّ أولادي خبر أني نويت الزواج ، حتى اجتمعوا عليَّ ، وبدأ كل واحد منهم يعرض خدماته عليّ ، ويقولون لي : نحن وأزواجنا وأولادنا بخدمتك ، نحن نطبخ لك ، نحن نغسل لك ، نحن نعتني بك !!
طبعاً كل هذا حتى لا تأتي إمرأة تشاركهم في ميراث أبيهم 
المهم ، منعوني بشتّى الطّرق من الزّواج ، خوفًا من أن ترثني زوجتي الثانية وأولادي الجدد منها ، فتذهب بعض الأراضي والأموال من حصّتهم الّتي ينتظرونها بعد مۏتي 
وأصبح أولادي ينتظرون مۏتي ليرثوني في ممتلكاتي وأموالي 
ولكن المفاجأة التي سأحدثكم عنها ، أنّه منذ كان عمري 70 سنة وحتى أصبح عمري 80 سنة ، أي خلال تلك العشر سنوات ، أولادي العشرة أصبحوا تحت التراب ذكوراً وإناثا ، ماتوا موتاً طبيعياً كلهم ، كل 12 شهر تقريباً ېموت واحد ، ودفنتهم جميعهم بيديَّ هاتين !!!
وعندما أصبح عمري 80 سنة وأصبحت بدون أولاد ، تزوّجت الزّوجة الثانية ، وهي معي منذ ذلك اليوم حتى يومنا هذا ، ورزقني الله منها ستة أولاد جدد ، ومازالوا معي كلهم حتى هذه اللحظة ولله الحمد 
والله ، إنّها قصّة غريبة و عجيبة
والأغرب فيها هو طمع الإنسان الذي ينتظر مۏت أقرب الناس إلى قلبه ، مۏت أبيه ليرثه ، وينسى كيف تعب أبيه من أجله ، ليجعل منه رجلاً قوياً متعلماً ، لا يحتاج أحداً من الناس في حياته 
فانظر حرصهم على ميراث أبيهم ، وقد ظنوا أنهم مخلّدون ، ولا يدرون أنهم سيحرمون منه ويصير إلى غيرهم 
قال تعالى :
{ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }