الجمعة 27 ديسمبر 2024

قصة النبي هود عليه السلام

موقع أيام نيوز

قصة النبي هود عليه السلام
بعد أن ابتلعت الأرض مياه الطوفان الذي أغرق من كفر بنوح عليه السلام قام من آمن معه ونجى بعمارة الأرضفكان كل من على الأرض في ذلك الوقت من المؤمنين. لم يكن بينهم كافر واحد. ومرت سنوات وسنوات. ماټ الآباء والأبناء وجاء أبناء الأبناء. نسى الناس وصية نوح وعادت عبادة الأصنام وانحرف الناس عن عبادة الله وحده وتم الأمر بنفس الخدعة القديمة.

وكان هود من قبيلة اسمها عاد وكانت هذه القبيلة تسكن مكانا يسمى الأحقاف.. وهو صحراء تمتلئ بالرمال وتطل على البحر. أما مساكنهم فكانت خياما كبيرة لها أعمدة شديدة الضخامة والارتفاع وكان قوم عاد أعظم أهل زمانهم في قوة الأجسام والطول والشدة.. كانوا عمالقة وأقوياء فكانوا يتفاخرون بقوتهم. فلم يكن في زمانهم أحد في قوتهم. ورغم ضخامة أجسامهم كانت لهم عقول مظلمة فكانوا يعبدون الأصنام ويدافعون عنها ويحاربون من أجلها ويتهمون نبيهم و يسخرون منه.
ودعاهم هود الى عبادة الواحد الاحد لكنه أبواواستمر الصراع بين هود وقومه. وكلما استمر الصراع ومرت الأيام زاد قوم هود استكبارا وعنادا وطغيانا وتكذيبا لنبيهم. وبدءوا يتهمون هودا عليه السلام بأنه سفيه مچنون قالوا له يوما لقد فهمنا الآن سر چنونك. إنك تسب آلهتنا وقد ڠضبت آلهتنا عليك وبسبب ڠضبها صرت مچنونا.
وأعلن هود براءته منهم ومن آلهتهم.. وتوكل على الله الذى خلقه وأدرك أن العڈاب واقع بمن كفر من قومهوانتظر هود وقومه وعد الله. وبدأ الجفاف في الأرض. لم تعد السماء تمطر. وهرع قوم هود إليه. ما هذا الجفاف يا هود قال هود إن الله غاضب عليكم ولو آمنتم فسوف يرضى الله عنكم ويرسل المطر فيزيدكم قوة إلى قوتكم. وسخر قوم هود منه وزادوا في العناد والسخرية والكفر. وزاد الجفاف واصفرت الأشجار الخضراء وماټ الزرع. وجاء يوم فإذا سحاب عظيم يملأ السماء. وفرح قوم هود وخرجوا من بيوتهم يقولونهذا عارض ممطرنا.
تغير الجو فجأة. من الجفاف الشديد والحر إلى البرد الشديد القارس. بدأت الرياح تهب. ارتعش كل شيء ارتعشت الأشجار والنباتات والرجال والنساء والخيام. واستمرت الريح. ليلة بعد ليلة ويوما بعد يوم. كل ساعة كانت برودتها تزداد. وبدأ قوم هود يفرون أسرعوا إلى الخيام واختبئوا داخلها اشتد هبوب الرياح واقتلعت الخيام فاشتد هبوب الرياح وكانت تمزق الملابس وتمزق الجلد وتنفذ من فتحات الجسم وتدمرهلا تكاد الريح تمس شيئا إلا قټلته ودمرته وجعلته كالرميم.
استمرت الرياح مسلطة عليهم سبع ليال وثمانية أيام لم تر الدنيا مثلها قط. ثم توقفت الريح بإذن ربها. لم يعد باقيا ممن كفر من قوم هود إلا ما يبقى من النخل المېت. مجرد غلاف خارجي لا تكاد تضع يدك عليه حتى يتطاير ذرات في الهواء..نجا هود ومن آمن معه.. وهلك الجبابرة.