عاش قديما فلاح شاب يدعى نصير يعمل كامله
انت في الصفحة 2 من صفحتين
يا سيادة القاټل عفوا أقصد يا سيادة القاضي
ضحك الحاضرين جميعا باستثناء نصير الذي كان يتصبب عرقا ويعيش صراع داخلي رهيب أيجب أن ينسحب الآن ويحافظ على حياته أم يجاهر بالحق ويكشف القاضي وليكن ما يكون
رفع نصير رأسه فشاهد لوحة على الحائط فوق رأس القاضي مكتوب عليها بسم الله الرحمن الرحيم ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيئ قدرا
قد توكلت عليك يا إلهي وهنا ذهب الروع من نفس نصير وهو يشير الى القاضي بكل ثقة ويقول أنه أنت قاټل الرجل عند الإسطبل ليلة الأمس نعم والله أنت لا غيرك ما كذبت فيما أقول
عم السكون الجميع وكأن فوق رؤوسهم الطير حتى شق الصمت صړاخ القاضي وهو ينهض من مجلسه ويصيح يا حراس خذوا هذا المدعي الوغد وألقوه في غياهب السجون أمسك حارسان بذراعي نصير وسحبوه للخلف وهو يقاوم ويصيح عندي دليل لدي الدليل غير أن القاضي حثهم على الإسراع بأخراجه من المجلس فورا قائلا أبعدوا هذا المچنون عنا ولننتقل الى القضية الثانية وفجأة نهض من بين الحضور رجل ملثم إقترب من القاضي ثم أماط اللثام عن وجهه وإذا بالقاضي يقع وهو يقبل الأرض بين قدميه ويقول
نظر الطبيب إلى الچرح وما أسرع ما قال من الواضح جدا إنها عضة إنسان لأن الندب التي خلفتها مستطيلة أما ندوب الكلب فتكون دائرية قال الخليفة
قلت إنك الطبيب الذي عاين الچثة أخبرني هل هناك ما يدل على أن المقتول قد قام بالعض
اجل يا مولاي فقد وجدت آثار دماء على أطراف أسنانه الأمامية واسمح لي بالقول يا سيدي أني أعتقد ان القتيل هو من قام بعض القاضي
لدى القتيل ثلمة في طرف أحد اسنانه العليا ومما
أراه الآن على ساعد القاضي أجد الندوب متساوية إلا في مكان ذلك السن المثلوم حيث الندبة أقل غورا بسبب مكان الثلمة وهذا يؤكد أن القاضي قد تم عضه ليلة الأمس من قبل المقتول وفي تلك اللحظة إنهار القاضي وانخرط في البكاء بين يدي الخليفة وهو يردد عبارات العفو وطلب السماح فزجره الخليفة قائلا ما حملك على ما صنعت
قال الخليفة لن يفيدك الندم بعد أن فضحك الله على يد رجل لم يخف في الله لومة لائم ثم الټفت الخليفة إلى نصير ووضع يده على كتفه وقال لولا رجال مثل هؤلاء لعاث الظالمون في ربوعنا ولضړب الفساد بأطنابه في أوطاننا ولأكل القوي الضعيف وداس الجهلة على رقاب الأتقياء
تمت بحمد الله