قصة فتاة لا تكمل العشرين - قصة تبكي القلب
انت في الصفحة 2 من صفحتين
ما زلت أقبلها صباحا .. بوجه مشرق ..وأقرصها .. لأنني لا أريد أن أشعرها بأي تغيير .. حاولت أن أخبر أخي .. ولكني وجدته مشغولا بتجهيزاته لزفافه .. يأتي ليلا لغرفتي منهك .. يجلس بجانبي على السرير .. يخبرني عن حبه الكبير لزوجة المستقبل .. يخبرني ماذا اشترى لها من هدايا .. وعن مفاجأته لها برحله لمدة شهر لأستراليا .. يخبرني عن شوقه لهذا اليوم.. الذي لم يبقى عليه إلا خمسة أشهر .. فكيف أخبره بمرضي .. وهو بغاية السعادة
أما والدي .. فأنا ظللت طوال عمري خجولة منه.. رغم أنني دائما أختلس النظرات اليه.. فأنا أحبه كثيرا .. وأراه قدوتي.. كنت أحلم بفتى أحلامي يشبه والدي ..
هل علمت الآن يا دكتور لماذا لم أخبرهم.. حتى لا يعيشوا الحزن.. فلو أخبرتهم .. لما جهز أخي لزفافه..
ولما رأيت السعادة تشع من عينا والدتي ووالدي.. رغم مرور 30 عاما على زفافهم.. إلا أن الحب ما زال يحيط بينهما..
ها أنت الوحيد الذي يعلم بمرضي بعد الله .. لذا سأترك معك هذا الصندوق ...
به وصية صغيرة .. أتمنى أن تسلمها لوالدتي يوم وفاتي..
قال لي الدكتور صغيرتي .. ماهذا الكلام .. فالله قادر على كل شيء..
قلت له اطمأن إيماني بالله كبير .. ولولا هذا الإيمان .. لما استطعت.. أن أصبر هكذا على المړض..
ولكن .. العمر ينتهي وأود أن أكتب كلمات لوالدتي تقرأها بعد وفاتي..
أجابني حسنا .. أعطني الصندوق.. ولا تنسي أخذ الأدوية..
سألته متى امر عليك..
أجاب تعالي بعد أسبوعين .. وإن شعرت بتعب فاتصلي بي فورا
قلت له إلى اللقاء .. شكرا لك يا دكتور ..
ذهبت لمنزلي .. انفردت في غرفتي..
أخذت أدويتي .. واستلقيت على السرير لآخذ قسطا من الراحه.. ومرت الساعات .. تلو الساعات .. وكانت آخر اللحظات..
وقرأها الدكتور ..
قرأها والكل بكى معه..
قرأ كلمات تلك الطفلة الشابة.. كتبتها بخط جميل ..
كتبت .. لوالدتها .. أحبك .. والدتي .. كنت صديقتي .. أختي ..
والدتي ..
أعذريني لأن مرضي كان السر
الوحيد بيننا ..
ولكن لم أقوى أن أخبرك أني مصاپة بالسړطان ..
لم أقوى أن تسهري معي وتري نوبات ألمي ..
لم أقوى أن أقتل الابتسامة من على محياك الجميل..
حسدتك مرارا على عشق والدي لك .. فلم أرى بحياتي قصة حب تضاهي حبكما .. وكنت أحلم بشاب.. يأخذني بين ذراعيه .. ويحيطني بالحب 30 عام وأكثر.. ولكن شاء الله أن لا أكمل عامي العشرين ..
والدتي .. لا تبكي على وفاتي ..
أخي الحبيب .. كم أحببتك .. وأحببت مغامراتنا معا .. وكم كنت سعيدة عندما أكون معك وصديقاتي يطلن النظر اليك معجبات بك.. لا أريدك أن تؤجل زواجك .. ولكن لي طلب بسيط ..
والدي .. فخري وعزتي .. فرحي وسروري .. لو تعلم مقدار احترامي لك .. مقدار الحب الكبير الذي يكنه قلبي لك.. والدي أنت مثال الأب الرائع .. لن أوصيك على والدتي.. لأنني أعلم ما بينكما من حب صادق..
دكتوري .. أشكرك من أعماق قلبي .. لكتمانك سري
لا تنسوني من الدعاء..
أحبكم.. كنت أريد أن تروني أبتسم في اللحظة الأخيرة..
ولكن ها أنا أموت..
لوحدي..
العبرة من هذه القصة الحزينة هو أن المۏت لا يعرف كبيرا ولا صغيرا والمقاپر ليس مكتوب عليها للكبار فقط
صلي علي الحبيب